أحيانا تغلب محبة الله تعالى على قلب العبد فلا يشعر بالخوف .
إذا غلبت المحبة على قلب العبد لايخطر على باله الخوف , ولايتفكر بالرجاء كذلك , هذا شئ آخر باتجاه الله تعالى (( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير )) , هذا من الأنوار القلبية وهو نوع من التجليات .الأمان من عذاب الله من الكبائر , والقنوط كذلك .
الرجاء والخوف يحصلان أحياناً ويغيبان أحيانا ً.إذا تفكر العبد في عبادته يحصل له الخوف أكثر , لأن عبادتنا كلها مغشوشة , كلها رياء , كلها عجب , كلها غفلة .
وخوف العبد على تقصيره يكون من باب الخشية , كلما تذكر ذلك يستحي من الله .
--------------------------------------------------------------------------------
كيف أزيد محبتي لله تعالى وللرسول عليه الصلاة والسلام ؟
إذا أخذت بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم يحبك الله (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) . يعني إتباعنا العرضي الفاني لرسول الله عليه الصلاة والسلام يورث محبة الله الباقية لنا .
أما أسباب زيادة المحبة فهي : قراءة القرآن الكريم , والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم , يوم القيامة الرسول عليه الصلاة والسلام يعرف المؤمنين بكثرة صلاتهم عليه .
--------------------------------------------------------------------------------
هل يزول حديث النفس بالكلية ؟
لا . لأن القلب هدف , فإذا كان خالياً من رماية النفس والشيطان فإنه يتفكر في خلق الله وفي السنوات والأرض . وأما إذا حول إلى النفس فإنه يتفكر بأمور تافهة لاتلزم له , ومع ذلك يشتغل بالوسوسة بها , والعبد لايؤاخذ بذلك لكن عليه أن لايسترسل معها .
--------------------------------------------------------------------------------
هل كل مؤمن يجاهد نفسه يصل إلى المراتب والمقامات العالية ؟
هذا تقدير الله , إذا كتب الله له ذلك يصل إليه بإرادة الله , وأما إذا لم يصل إلى تلك المقامات والكشوفات والكرامات وهو دائماً يجاهد نفسه , فإنه يكون من المحسنين , ليس علينا أن نراقب الثمرة , بل علينا أن نأتمر بأمر الله جل و علا , وبعد ذلك إن رمانا إلى أسفل السافلين فهو عدل وإن رفعنا إلى أعلى عليين فهو فضل .
--------------------------------------------------------------------------------
عندما نبتعد عن صحبة الصالحين تذهب بعض الفضائل منا بتأثير البيئة ؟
الدنيا ليست للرسل الكرام فقط، فهي للرسل الكرام وللكافرين وللمؤمنين وللأولياء .
علينا أن نحافظ على التكاليف الشرعية . أثر البيئة معلوم، لكن كل واحد مسؤول عن نفسه
لاعن غيره، وإذا كان غيره يسمع منه عليه أن ينصحه، وإلا فإنه ليس مسؤولاً .
--------------------------------------------------------------------------------
عندما يكون عمل الإنسان بالله هل تدخل عليه النفس ؟
النفس لطيفة في جسد الإنسان توجِّه إلى القلب .
القلب هدف للنفس والشيطان من جهة، وللملائكة من الله من جهة أخرى، ما يأتي من
النفس و الشيطان كله شرور، وأما ما يأتي من الله تعالى بواسطة الملائكة فكله خير.
المؤمن التقي - ولو لم يكن من أهل الطريق - يشعر بما يأتي إلى قلبه، فإذا كان مخالفاً للشريعة يتبرأ منه ويستعيذ بالله تعالى، وهذا هو التمييز، الذي قال الله تعالى عنه { إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا }
--------------------------------------------------------------------------------
ماذا نقول للذي جعل نفسه وليا واصلا والذي لو نصحته بالتواضع سخر واعتبرك ما زلت لا تعرف ما يعرفه ؟
نصيحة مَن هذا وصفُه تحقيرٌ لها , لأنها توضع في غير محلها ، وعند من لا يقبلها .
علينا أن نحسن الظن بالمؤمنين جميعاً ،ولا نشتغل بهم ، لأن اشتغالنا بهم يمنعنا من اشتغالنا بأنفسنا ، وهو الذي عليه مدار نجاتنا .
--------------------------------------------------------------------------------
إنني أغضب بسرعة و لأتفه الأشياء فما الحل ؟
الغضب صفة ضرورية للإنسان ، تمكِّنه من الدفاع عن دينه وعرضه ، ولهذا خلقها الله فينا .
لكن الخطأ أن نستعملها في ما غير ما خُلقت له ، فنغضب لحظوظ أنفسنا ولأسباب تافهة . وعلاج ذلك قوله تعالى : { والكاظمين الغيظ ... } ، فإنه عزَّ وجل لم يطالبنا بإزالة هذا الوصف ، وإنما طلب منا أن نكظمه ونكتمه إذا كان لغير الأسباب التي خلق من أجلها ، وهذا يحتاج إلى تكلف وتدريب ومجاهدة للنفس ، وثمرةُ ذلك : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } .
ومما يساعد على ذلك : ماورد في السنة المشرفة ، من أن الغضب من الشيطان ، والشيطان خُلق من النار ،وإنما تُطفأ النار بالماء ، فمن غضب فليتوضأ . وقد ورد دعاء للاستعانة على هذا الأمر ، وهو : ( اللهم اغفر لي ذنبي ، وأذهِب غيظ قلبي ، وأجِرني من الشيطان ) .