الرقة محافظة مترامية الأطراف، أُهملت لفتراتٍ طويلةٍ على الرغم من أنّها أم المحاصيل الزراعية الإستراتيجية مع جارتها الشرقية الحسكة، وهي الخزان المائي ل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وفيها من الطاقات ما يجعلها على رأس قائمة المحافظات المتقدمة.
تشهد هذه المحافظة الهادئة أحيانا (فورة) في جانبٍ ما، لتعود وتنامُ من جديد. فهل ستستمر الرقة في صحوتها أم أنَّ حليمة ستعود إلى عادتها القديمة؟ نأمل هذا وذلك ولا نتمنى أن تقف عجلة السير نحو الأجمل ولكن.....
و الرقة على ما يبدو ليست كغيرها من بلاد الله، وكأنَّها خارجِ المكانِ والزمانِ، فيها ما يُسرُّ و يبهجُ، وفيها ما يبعثُ في النفس السرور، كما أنَّ فيها ما يثيرُ البكاء والأسى.
كلُّ شيءٍ لدينا له استثناءات، و فيها إصرار شديد على التمسك بالمدراء السابقين و المسؤولين القدامى وخاصةً إذا كانوا محترفين في الـ....، فما ينزلُ مديرٌ عن كرسيه حتى يصعد على رقبتنا وعلى كرسي آخر رغم سماكة ملفه، والأدهى من ذلك أنَّ بعضهم لا يكتفي أنْ يكون وحده مسؤولاً بل لكل فردٍ من أسرته نصيب من هذه الكعكة، وبعضهم يريد الكعكة كلها، فنجد زيداً مديراً وأخوه مديراً، أو سامي مديراً وزوجته مسؤولة، وهكذا تدار الرقة وربما غير الرقة.
فيها سيلٌ من الإنجازات يسير و بجانبه سيلٌ من الفساد و نهرٌ من التهميش، فمازال مسلسلُ القراراتِ الخاطئةِ يواصلُ حلقاته، فنعالج القضايا عن طريقِ المسكّنات والترحيل نحو الغد. الخبرة في حيِّنا لا قيمة لها، والموهبة والإمكانيات ليست مهمة لدينا، فما يهمنا هو أنْ نُحقِّق مصالحنا الشخصية ونُرضى سعدون وسعيد وسعاد، و إذا ما أردنا شاهداً على هذا القول بإمكاننا أنْ ندخلَ إلى إي دائرة حكومية أو إي مفصل من الجهات الرسمية لنجد على ذلك ما يكفي من الأدلة.
ولعلَّ ما يحدثُ في عندنا مسألةَ تُثيرُ الاستغرابَ والدهشةَ، ويجعلك تضعُ يدك على قلبك ألف مرة وتصرخ:
" يا ربي سترك من الجلطة"، وهذا الصراخ ناتجٌ عن تتابعِ المشاهدِ الغريبةِ والأحداثِ المفاجئة التي تعصفُ بعقولنا وأدمغتنا و تصفعنا كلَّ لحظة.
حين تناقشُ أحدَ القائمينِ على أمورِ الرقةِ وما أكثرهم يكون الرد الجاهز: كادر ضخم، وإرث كبيرٌ من الإهمال والمخالفات، لذا لا بد من الأخطاء، وحين تناشدُ مؤسسةَ الاتصالات يكون التجاهل هو الحل الأمثلُ، وعندما تخاطبُ مجلسَ المدينة يسخر منك الجميع، وإذا ذكرت مسألة هموم التربية صفق خلفك أبناء الحي.
نقول لهؤلاء: نقبل بالأخطاء الناتجة عن العمل، ولكن بالتأكيد لسنا مع الكوارثِ التي تُرتكبُ عن قصدٍ ودون قصد هنا أوهناك، وربما هذا ناتجٌ عن كثرةِ الطباخين في هذا المفصل الحيوي أو في تلك المؤسسة التربوية التي تدخل إلى كل بيت، لا نعرفُ بالضبطِ من هو المسؤول الأول في هذه الدائرة، ولا ندري من هو المسؤول الأخير في غيرها، لا في التعيينات ولا التنقلات ولا حتى نقل طالب من مدرسة إلى مدرسة أو من شعبة صفية إلى أخرى.
مشاهد غامضة تحتاج للتفسير:
[color:c445=#00f]المشهد الأول: الخبرة ليست مهمة!!
تعين مدير تربية مساعد لشؤون الثانوي مع أنَّ ليس لديه من الخبرة الإدارية شيء يذكر، كان بالإمكان أن يتم تعين موجه اختصاصي أو مدير مدرسة على الأقل، ولكن على ما يبدو أن هنالك من يرى غير ما نرى ويشتهي غير ما تبتغي المصلحة العامة. من كان خلف المجيء به إلى هذا المكان؟ بالتأكيد مسؤول كبير في الرقة هو من تكفل بأمره. عجيبٌ أمرنا يا سادة.عل كل حال نتمنى له التوفيق بعمله، ونأمل أن لا تكون مدارسنا حقول تجارب وطلابنا ...... مخابر. سيقول قائل إي شخص يتم اختياره ستعترضون عليه. نعم سنعترض إن لم يكن اختياركم صحيحاً.
[color:c445=#00f]المشهد الثاني: "أحزر وين خط هاتفك"
"شريط هاتف طالع، شريط ثاني نازل"، وشبكة العنكبوت مازالت تبعثر خيوطها على الجدران وأعمدة الكهرباء، ومع أول زخة مطر (تضيع الطاسة)، و ورشات الصيانة تغطُّ في نومها وإنْ صحت تصحو لتعود تغفو من جديد. أكثر من مرة تمت مناشدة مديرية الاتصالات ولكن لا حياة لمن تنادي. لا ندري ما هو السبب.
[color:c445=#00f]المشهد الثالث: أحياء طي النسيان:
رغم الحركة الضخمة لإعادة تأهيل الشوارع التي تشهدها المدينة مازالت بعض الشوارع والأحياء بعيدة عن عن رعاية المسؤولين، ولعلنا نستطيع أن نذكر بعضاً منها مساكن جمعية حوض الفرات التي تقع بين حديقة الاستقلال وجمعية المعلمين فلا صرف صحي ولا رديف و لا بطيخ مبسمر..
وفي حي الرميلة مازال الشارع الموازي لشارع العروبة ينتظر من ينظر بعين العطف لأهله، و كذلك مايليه من الجنوب وصولاً إلى شارع الكورنيش، فهل لهؤلاء من مغيث؟
[color:c445=#00f]المشهد الرابع: طريق جديد للموت:
مازال دوار مفرق حزيمة ينتصب عالياً يحاكي سور الرقة القديم ليشكل حاجزاً كبيراً يدفع بنا نحو المخاطرة بحياة كل من يمر به، وذلك لارتفاع أسواره. ومن يتجه شمالاً نحو بلدة عين عيسى عليه أن يودع أسرته وأحبته، فالطريق الذي يمتد لمسافة حوالي 100 كم أصبح مليئاً بالحفر والمطبات نتيجة للحركة الكثيفة عليه والحمولة الزائدة، مما جعله خطراً جداً وخاصة ليلاً، فلا توجد خطوط فوسفورية ولا هم يحزنون.
[color:c445=#00f]المشهد الخامس: الرالي في قريتنا
طريق أعيوج مزرعة الرشيد يصلح لسباقات الرالي وتحدى المجهول، فهل يمكن للسادة في الجهات المسؤولة أن يسلكوه مرة واحدة؟ عسى أن يفوز أحدهم بجائزة مغرية؟
[color:c445=#00f]المشهد الخامس: الطريق السحري- أعيوج مشرفة الحديديين
لقد استطاع أحد المقاولين أن يدخل كتاب غينيس للأرقام القياسية حين شقَّ طريقاً بطول ما يقارب 1،5 كم، و دحله وفرشه بالبقايا ورشه بالزفت خلال يوم واحد فقط، لذا نرجو مكافأة هذا البطل الوطني و الجهة المشرفة.
[color:c445=#00f] ا[color:c445=#00f]لمشهد السادس: أوعى الزيت.
أي حديث أو مقال عن خلل هنا أو هنالك، يؤخذ على أنّه تصفية حسابات ويوضع في خانة المصالح الشخصية، فما من أحد يقبل أن تقول له ما أحلى الكحل في عينك، فكلهم يريد منك أن تصور له دائرته على أنّها جمهورية أفلاطون، فلا يحق لنا أن نتحدث عن جحيم قراراتهم.
[color:c445=#00f]المشهد السابع: (جلاها حمد)
لم يتم تصوير المشهد بعد، ولكنّه سيحدث حتماً، وسيتعرض حمد الذي هو أحمد وسقطت الألف سهواً، سيتعرض حتماً لسيل من الاتهامات، ويوصم أنّه يتصيد الأخطاء ولا يرى سوى بعين واحدة.
[color:c445=#00f]المشهد الثامن: ما في منو
إي شخص يأتي إلى الكرسي يكون في البداية فريد والجميع يقول: (ما في منو) وبعد أن يسخن الكرسي تحته يصبح أيضاً (ما في منو) ولكن من نوع آخر. معظمهم يقف في الطابور ينتظر دوره كي يكون (ما في منو)
الكاتب :
سفير برس
موضوع: في الرقة كل شي ما في منو!! بقلم: أحمد رشاد 
الجمعة 28 أكتوبر 2011, 6:38 pm
